يوم الصحافة اليمنية.. سبع سنوات من البطش الحوثي

قناة اليمن |متابعات

مع شروق شمس غد العاشر من يونيو، يدخل الزملاء الصحفيون المختطفون لدى مليشيا الحوثي عامهم الثامن وهم مختطفون لدى تلك الجماعة الفاشية الإرهابية المدعومة من إيران، والذي يصادف يوم اختطافهم أثناء عملهم في العاصمة صنعاء قبل سبع سنوات.

هو اليوم ذاته الذي خصص ليكون يوما للصحافة اليمنية، كانت المناسبة دمج ووحدة نقابة الصحفيين اليمنيين عام 1990، بعد تحقيق الوحدة اليمنية.

نحو  2557 يوما، قضاها الزملاء الصحفيون المختطفون في سجون مليشيا الحوثي،  تعرضوا ولا زالوا لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، دون أي تهمة سوى أنهم صحفيون وتلك تهمة في قواميس المليشيات الممولة من إيران.

13 صحفيا هم  من تبقى من الصحفيين المختطفين، 12 صحفيا مختطفا لدى مليشيا الحوثي، وصحفي واحد لدى تنظيم القاعدة الإرهابي.

كل الجماعات تتخذ من الصحافة موقفا عدائيا وتترصد بهم للتخلص منهم بأي وسيلة كانت، وإن كلف ذلك قتل أسرة الصحفي بكاملها، كما حدث مع الصحفي محمد العتمي وزوجته وطفله الجنين في نوفمبر الماضي بالعاصمة المؤقتة عدن.

لا يقتصر الأمر باختطاف الصحفيين فحسب في عرف مليشيا الحوثي، بل الاستهداف والقتل والقنص والتفجير، كما حدث لصحفيين ومصورين في تعز ومأرب وعدن.

فقد قتلت الصحفية رشا الحرازي وجنينها، في التاسع من نوفمبر الماضي، بعبوة ناسفة  انفجرت بسيارتهما أثناء ما كان متوجهة رفقة زوجها إلى المستشفى للولادة في أحد مشافي مدينة عدن، أصيب الصحفي العُتمي بإصابات متفاوتة.

في إحصائية لنقابة الصحفيين اليمنيين فإن 49 صحفيا قدموا أرواحهم ثمنا للحقيقة، منذ بداية حرب مليشيات الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول 2014 .

في مارس الماضي اتهم الزميل العتمي مليشيا الحوثي باستهدافه وقتل زوجته وطفله، الشهادة التي أدلى بها العتمي كانت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة  في دورته ال 49.

تتصدر مليشيا الحوثي التقارير الحقوقية المحلية والدولية باستهداف الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية من احتياجها العاصمة صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة.

وتصنف بعض المنظمات مليشيا الحوثي المركز بعد تنظيم داعش والقاعدة في استهداف وقتل الصحفيين.

الديمقراطية و مناصرة  حقوق وحريات المواطنين وتمكينهم من حق الحصول على المعلومات، وإشادة بتضحيات وجهود الصحفيين اليمنيين المبذولة في هذا السبيل.

وفي بيان لمنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين “صدى”  بمناسبة يوم الصحافة اليمنية، التاسع من يونيو، قال إن المناسبة تحل على الوسط الإعلامي في ظل وضع مأساوي تشهده الصحافة في اليمن خلقه مسلسل الإنتهاكات والجرائم بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ومؤسساتهم.

 وأشار البيان إلى أنواع تلك الجرائم  لقتل والمنع والمصادرة والإعتقال التعسفي واستهداف المؤسسات وإغلاق مساحة حرية الرأي والتعبير.

وأضاف البيان  نتذكر في هذه المناسبة عشرات الزملاء الذين قتلوا على خلفية عملهم الصحفي،  كما نتذكر ١٣ صحفيا مختطفين ومخفيين قسريا، منهم أربعة صحفيين لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي في سجون جماعة الحوثي منذ سبع سنوات وهم ( عبدالخالق عمران- أكرم الوليدي- توفيق المنصوري- حارث حميد) في ظل ظروف اعتقال قاسية وخطرة بحق حياتهم، وكذلك مئات وقائع الانتهاكات التي طالت آخرين.

ودعا البيان  مباشرة التحقيق في جرائم القتل المرتكبة ضد الصحفيين وإحالة مرتكبيها للعدالة، وطلاق سراح الصحفيين الأربعة المختطفين في سجون جماعة الحوثي دون قيد أو شرط، وكل الصحفيين في كافة السجون والمعتقلات، وضمان الحقوق والحريات الإعلامية.

-وتطرق البيان إلى  الصحفيين الذين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم، خاصة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، داعيا الى إطلاق مرتبات الصحفيين العاملين في الإعلام الرسمي، و تكثيف جهود المناصرة الإعلامية والحقوقية لصالح قضايا الصحفيين والحريات الصحفية في اليمن.

أهالي وأسر الصحفيين المختطفين يأملون بعودة آبنائهم، فقد طال الغياب وضاقت بهم الارض، خاصة مع تعنت المليشيات وتحويلها ملف الصحفيين المقايضة السياسية في انتهاك آخر ترتكبه المليشيات بمباركة أممية عبر مبعوثيها الى اليمن.

ثلاثة من الصحفيين المختطفين فقدوا آباءهم، خلال فترة اختطافهم في سجون مليشيا الحوثي، كان حلم آباؤهم أن لا يفارقوا والحياة الا بعد أن يروا أبناءهم قد عادوا إلى منازلهم.

والد المختطف حارث حميد، رحل قبل ثلاثة أعوام تقريباً، ورفضت المليشيات السماح لابنه إلقاء نظرة الوداع عليه، في يونيو 2020، توفي والد الصحفي توفيق المنصوري، لم يعلم بوفاته الا بعد مدة، مطلع العام الجاري توفي والد الصحفي عبدالخالق عمران.

خلال سنوات من الاختطاف لم تسمح المليشيات لأي من الآباء المتوفين حتى بزيارة واحدة لإلقاء نظرة على أبنائهم، مارست كل القبح والإنسانية ضد الصحفيين المختطفين وصد أسرهم أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى