سياسيون | خزان صافر قنبلة موقوتة وتلاعب مليشيات الحوثي به ينذر بكارثة غير مسبوقة

قناة اليمن | متابعات

ما يزال خزان صافر يشكل قنبلة موقوتة وخطراً يهدد الآلاف في اليمن ودول الجوار، ولم يخضع للصيانة منذ عام 2015 نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على الدولة، واتخاذه كورقة سياسية لابتزاز العالم وتهديد دول الجوار.

كارثة إنسانية

وتتواصل تحذيرات مختصون من أن تسرب النفط  من السفينة وانفجاره سيقضي على الثروة البحرية  وسيؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية خطيرة  مؤكدين على أنها  ستكون من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم نتيجة الإهمال المتعمد من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

كما سيؤثر التسرب النفطي على إيصال المساعدات الإنسانية للحديدة التي تعد شريان حياة لثلثي سكان اليمن، علما أن جمعية “حلم أخضر” البيئية اليمنية قد أكدت أن تجاوز أضرار تسرب “صافر” قد يمتد لأكثر من 20 عاما.

وخاضت الأمم المتحدة نقاشات جدال لم تنته مع ميليشيا الحوثي، بشأن السماح لفرق الصيانة بالوصول إلى السفينة، التي تحمل على متنها أكثر من مليون برميل من النفط الخام، لتقييم حالة الناقلة وإجراء الصيانة الضرورية، التي تمكن الفرق الهندسية من إفراغ حمولتها.

ابتزاز حوثي

إلا أن الميليشيا الانقلابية عملت على ابتزاز الجميع مرة من خلال تحويل الناقلة إلى وسيلة حماية عسكرية في ميناء راس عيسى على البحر الأحمر، أو من خلال السعي لتحقيق مكاسب مالية، عبر الإصرار على صيانة الناقلة في موقع وجودها بدلاً من قطرها إلى أحد الموانئ لتفريغها.

عضو مجلس الشورى الشيخ علوي بن زبع أكد  أن إطالة عمر ناقلة صافر  ليس حلا للمشكلة، بل مجرد محاولة ترحيل لتبقى القنبلة الكارثة بأيدي ‎الحوثيين”.

وأضاف في تغريدة له”: وهي بالتأكيد قابلة للانفجار في اي وقت للأسف الشديد  لا ذنب يعدل ان تحتقر الموت وتستخف بالقتل ! “.

من جهته أكد وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان أن خزان صافر بات يهدد حياة الآلاف من أبناء تهامة بالخطر ولا تبالي مليشيات ‎الحوثي بالتحذيرات الدولية من خطره، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية أعلنت عن تقديم 10 مليون دولار لصيانة الخزان حفاظا على البيئة ، في البحر الأحمر ولكن الحوثي يرفض صيانة الخزان.

عرقلة ومتاجرة

‏وأشار قيزان إلى أن مليشيا الحوثي لم تكتف بعرقلة كل المساعي لصيانة خزان صافر  خاصة الاممية والعربية ، ولكنها تسعى للمتاجرة بها لجني الأموال دون مبالاة لخطورة هذا القنبلة المزروعة في وسط البحر.

فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل دعا المجتمع الدولي للتعامل بإنسانية مع كل ما يصب في مصلحة مليشيا الحوثي ،  ولو كان فيه معاناة للشعب اليمني، لكن إذا كان الأمر متعلق بغزو المليشيا لمارب ،  واحتجازها لناقلة صافر،  تغيب المصطلحات والمفاهيم الإنسانية مشيراً إلى أننا أمام فقر دولي في الأخلاق ورواج نفاق عابر للقارات”.

 الصحفي غمدان اليوسفي أتهم الأمم المتحدة لخزان باستغلال خزان  صافر لجمع الأموال، مشيراً إلى أن ‎‏كل هذه الملايين من الدولارات التي تجمعها الأمم المتحدة لأجل ناقلة صافر ماهي إلا مصدر من مصادر الاسترزاق الأممي من مآسي الشعب اليمني.

 وتساءل اليوسفي عن مصير المليارات التي قدمها التحالف للأمم المتحدة، فلا هي أمنت الناس من خوف، ولا أشبعتهم من جوع.

مخاطر محتملة

ووفقا للأرقام والإحصائيات فإن التكلفة البيئية والاقتصادية والإنسانية التي ستخسرها اليمن في حال تسرب النفط من خزان صافر العائم، ستكون كارثية بكل المقاييس.

وفي حال حدوث تسرب فإن نحو 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي، وستخسر موائلها الطبيعية، فيما سيفقد قرابة 130 ألف صياد يمني تقليدي مصدر رزقهم الوحيد، وسيتعرض نحو 900 ألف طن من كمية المخزون السمكي في المياه اليمنية للتلف في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما ستقضي بقع الزيت المتسربة على قرابة ألف نوع من أصناف الأسماك في المياه الإقليمية، وسيختفي نحو 300 نوع من الشعاب المرجانية و768 نوعا من الطحالب نتيجة عدم وصول الأكسجين.

الصحفي كامل الخوداني قال إنه وبحسب خبراء  فإن ستة ملايين شخص سيصابون بالتسمم  وأن 3 ملايين سوف يتأثرون بالغازات السامة الناتجة من الحرائق وانقطاع لقمة عيش جميع الصيادين وعائلاتهم.

الصحفي محمد أنعم  قال “: طالما لم يتم ردع مليشيات الحوثي عن ارتكاب جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب اليمني ،فلن تتورع عن قتل الحياة البحرية مشيراً إلى أن  نفوق الأسماك ، والاحياء البحرية في البحر الأحمر،  أمر واقع  للأسف ،ولا احد سيمنع  وقوع هذه الجريمة.

الصحفي عبدالله اسماعيل أكد على  أن قضية الناقلة صافر اكبر الادلة الكاشفة على إرهاب ميليشيا الحوثي، وعجز وتراخي المجتمع الدولي في مواجهة كارثة لن يقتصر اثرها على اليمن والاقليم.

أسوأ الكوراث

وترسو ناقلة النفط، التي يبلغ عمرها 45 عاما وتحمل اسم “صافر”، بإهمال بالقرب من ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين، ويعتقد أنها في حالة تهدد بتسرب النفط منها.

وتحمل الناقلة أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت في كارثة “اكسون فالديز” في عام 1989، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية العالمية، ويحذر نشطاء البيئة من أن تكلفة الإنقاذ أقل بكثير من الخسائر التي سيسببها تسرب النفط إلى المياه.

وكانت الأمم المتحدة قد عقدت مؤتمرا الأسبوع الماضي بهدف جمع 80 مليون دولار من أجل تفريغ أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة، وتمكنت من جمع ثلث المبلغ فقط.

وقالت إن تسرب النفط قد يدمر أنظمة بيئية ويقضي على الثورة السمكية ويتسبب في إغلاق ميناء الحديدة لستة شهور.

Exit mobile version