توتر شديد يخيّم على البرازيل.. حيث يقيم 10 ملايين عربي

قناة اليمن | لندن

منذ أيام والحالة متوترة وبركانية الطراز في البرازيل، حيث يقيم ملايين العرب متحدرين ومهاجرين، والسبب انتخابات تجري الأحد، إذا فاز فيها من تؤكد كل الاستطلاعات أن فوزه بالرئاسة حتمي بين 7 مرشحين، وهو الرئيس الأسبق ايناسيو لولا دا سيلفا، فقد تشهد البلاد البالغة مساحتها 8 ملايين كيلومتر مربع، وسكانها 217 مليون نسمة، أزمة يتوقع المحللون أن تحتدم توابعها وتتطور إلى ما يشبه الحرب الأهلية تقريبا.

يتوقعون ذلك استنادا لمؤشرات كثيرة، منها ما حدث السبت الماضي، حين دخل أحدهم إلى حانة بجنوب البرازيل، وسأل من كان فيها عمن ينوي التصويت لايناسيو لولا دا سيلفا، وعندما أبلغه آخر بنيته التصويت له، لظنه أنه كان يقوم باستطلاع لوسيلة إعلامية، انقضّ عليه السائل طعنا متكررا بالسكين، حتى سقط الرجل قتيلا بعمر 39 سنة.

وقبلها بشهر تماما، كاد Davi Augusto de Souza البالغ 40 سنة، يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل كنيسة في مدينة Goiânia عاصمة ولاية “غوياس” بوسط البرازيل، بعد اعتراضه على توزيعها منشورات تحث المصلين على عدم التصويت لأحزاب يسارية، وأهمها “حزب العمال” الذي يتزعمه “لولا” المؤكد فوزه، فإذا بشرطي يشله برصاصة في ساقه، ثم كاد يرديه قتيلا بثانية، لولا أن بعض المصلين منعوه من متابعة ما كان ينويه.

كما يتوقع المحللون، ما توقعه استطلاع قامت به مؤسسة Datafolha التابعة لصحيفة “فوليا دي سان باولو” المحلية، ووردت نتائجه فيها أمس الجمعة، وهو أن “لولا” الذي حكم من 2003 إلى 2010 لولايتين، كل منهما 4 سنوات، سيحصل على أكثر من 50% من الأصوات والفوز منذ الجولة الأولى، بحيث يطيح بالرئيس الحالي جايير بولسونارو، الموصوف بيميني متشدد ومثير للجدل، أخباره الغريبة منتشرة “أونلاين” منذ زمن.

أما إذا كانت حصة “لولا” أقل من المطلوب للفوز بالجولة الأولى، فسينتقل هو وبولسونارو، بوصفه الثاني حصولا على الأصوات، إلى جولة ثانية في 30 أكتوبر الجاري، يفوز فيها الأكثر حصولا على الأصوات التي توقع استطلاع الصحيفة أن تكون حصة Lula منها 54% والباقي لخصمه الرئيس، فيما أكد استطلاع آخر قام به معهد Ipec البرازيلي، ونشر نتائجه الاثنين الماضي، حصول “لولا” المبتور أصبع يده اليسرى الصغير على 52% من نوايا التصويت بالجولة الأولى، مقابل 34% لبولسونارو.

“لا أحد يمكنه تخويفي”

وسواء فاز “لولا” البالغ 76 سنة، بالأولى أو الثانية، فإن Jair Bolsonaro الأصغر سنا منه بعشر سنوات، سيتحول إلى ما يشبه ترمب برازيلي، رافض قبول الهزيمة من الأساس، فقد أعلن قبوله نتيجة الانتخابات “بشرط أن لا يكون هناك أي مؤشر على تزويرها” وهي عبارة حمّالة للأوجه تشبه ما كان يقوله الرئيس الأميركي السابق قبل الانتخابات، ورددها بولسونارو المرشح تحت راية “الحزب الليبرالي” اليميني المحافظ، مرارا طوال سبتمبر الماضي.

وقد لا يقبل الرئيس الشعبوي بنتيجة انتخابات الأحد، فيلجأ الى تحريك الشارع وخلق أزمة تختلط معها الأوضاع والأوراق، وعندها تبيض دجاجة الأزمات واحدة لم تعرف مثلها “بلاد الأمازون” بسبب أي انتخابات جرت بتاريخها، وفقا لما استنتجته “العربية.نت” من اطلاعها في وسائل إعلام محلية على مجريات الأمور بالبلاد المقيم فيها أكثر من 10 ملايين عربي بين مغترب ومتحدر، منهم 7 ملايين لبناني على الأقل.

وما يثير المخاوف، محليا في البرازيل ودوليا، هي تصريحات نارية سابقة لبولسونارو، منها حين عبّر في أغسطس الماضي عن تمسكه بالسلطة، وقال في ما بثته الوكالات: “الله وحده يستطيع إخراجي من برازيليا” في إشارة إلى القصر الرئاسي بالعاصمة. كما قال في تصريح آخر، إنه يرى 3 بدائل لحياته ومستقبلها: “السجن أو الموت أو الفوز بالانتخابات الرئاسية” واستبعد السجن، لأنه “لا أحد على الأرض يمكنه تخويفي”، وفق تعبيره.

Exit mobile version