البركاني يشارك في أعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي في بغداد

قناة اليمن | بغداد

شارك رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، على رأس وفد برلماني لبلادنا في أعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي والمنعقد في العاصمة العراقية بغداد تحت عنوان «الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته» وبمشاركة روؤساء البرلمانات رؤوساء الوفود العربية.

وخلال الجلسة الافتتاحية التي شارك فيها أعضاء مجلس النواب عبد الكريم الاسلمي وسهيل محمد عبدالرزاق، القى رئيس المجلس كلمة البرلمان اليمني في الدورة ال ٣٤ للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد اليوم في العاصمة العراقية بغداد.

وقدم الشيخ البركاني في كلمته شرحاً مفصلاً عن الاوضاع الانسانية المأساوية في المناطق المحتلة من قبل ميلشيات الحوثي وما يتعرض له المواطنون من تعسف وامتهان وظلم على كافة الصعد الحياتية المختلفة.

فيما يلي نص الكلمة..

بداية اتوجه بأصدق آيات الشكر والتقدير لأشقائنا في عراق المجد ولبرلمانه ورئيسه الأخ العزيز محمد الحلبوسي على الدعوة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال متمنيا لهذا اللقاء الخروج بنتائج تخدم الأمة العربية وقضاياها المصيرية.

الاخوة والأخوات :

اقرئكم السلام من شعب اليمن العظيم الذي يكافح من أجل استعادة مؤسساته الدستورية وعاصمة دولته صنعاء التي اجتاحتها مليشيات الحوثي الارهابية، في سبتمبر عام ٢٠١٤ م واباحت لنفسها كل شيئ تملكه الدولة اليمنية واستباحت كل شيئ يملكه الشعب بالنهب وبالمصادرة، ومارست كل أشكال الارهاب النفسي والمادي على المواطنين وحولت المدن التي اغتصبتها بقوة السلاح إلى تجمعات للسجون وللمليشيات والسلاح والفوضى.. فالمدارس صارت مخازن وثكنات للسلاح والجامعات معسكرات والمساجد تصدح بصوتها ومذهبها هي، والاعلام لا يقول الا صوتها هي، أغلقت الصحف وحبست الصحفيين واصدرت أحكاماً بإعدام المئات من بينهم 44 عضواً من أعضاء البرلمان واستحلت منازلهم وأخلت أسرهم منها .

كما فرضت منهجها المذهبي منهجاً للتعليم الدراسي في كل المستويات التعليمية وفرضت التسليم بولاية زعيمها عبدالملك الحوثي شرطاً لتولي الوظيفة العامة، وهي مستمرة في استدراج الاطفال من مدارسهم وملاعبهم وانتهاك حقوقهم وحقوق أهاليهم بالزج بأبنائهم إلى جبهات القتال.

الاخوة والاخوات :
لقد قامت مليشيات الحوثي باتباع سياسة تجويع الشعب وامتصاص مدخراته عبر سلسلة من الاجراءات فأوقفت المرتبات منذ سبع سنوات وأرغمت الموظفين على العمل بالسخرة بينما تجبي الاموال من التجار والمواطنين والمزارعين واصحاب الحرف والعمال وتجارة السوق السوداء وبيع المساعدات الغذائية الأممية والخليجية، وتخصصها لتمويل شراء الأسلحة والالغام الارضية واستثمارات قياداتها.

إننا نواجه جماعة منفلتة من مواثيق الحرب واخلاقياتها وقوانينها الدولية وتتكئ على دعم عسكري ومالي خارجي من قبل إيران فمن الطائرات المسيرة إلى الصواريخ الباليستية إلى مختلف الأسلحة وأدوات الدمار تزود بها من قبل إيران.

جماعة منفلتة لا تتورع عن استخدام تلك الاسلحة في قتل المدنيين وقصف المنشآت المدنية والاقتصادية مثلما أقدمت على قصف مطار عدن الدولي بإرادة ارهابية غايتها تفجير الطائرة التي تقل رئيس وأعضاء الحكومة ومواطنين بصاروخين ايرانيين.. فضلاً عن قيامها بقصف موانئ المخا وشبوة وحضرموت بصواريخ ومسيرات.. علماً انها موانئ مدنية مخصصة لنقل وافراغ البضائع والسلع.

كما انها تحاصر مدينة تعز منذ ما يزيد على الثمان سنوات وتغلق الطرق المؤدية إليها وتدكها بمختلف الأسلحة باستمرار وتقتل النساء والاطفال دون وازع من ضمير او دين كما انها لم تتورع فتمارس الارهاب العابر للحدود بضرب المنشآت الاقتصادية والاعيان المدنية بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وتهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وتمارس القرصنة وعلى سبيل المثال السفينة الاماراتية روابي وغيرها من عمليات القرصنة البحرية.

ونحن هنا لا نرجم بالغيب ولا نتكئ على التكهنات عندما نشير الى المشاركين الخارجيين في قتل شعبنا ولكن على أدلة وبراهين، ومنها أخر شحنة طائرات مسيرة ايرانية الصنع تم ضبطها في المنفذ الجمركي بشحن بمحافظة المهرة وما اعلنته الادارة الامريكية عن نيتها توجيه كافة الاسلحة الايرانية التي ضبطتها وهي متجهه الى الحوثيين وتحويلها الى أوكرانيًا واعطت بعض التفاصيل لأنواعها كما هو الحال ما اعلنه البريطانيون مؤخراً عن ضبطهم شحنات أسلحة ايرانية متجهه الى اليمن.

أما على مستوى السنوات السابقة حدث ولا حرج وهو أمر لا أعتقد ان اشقائنا واصدقائنا في العالم يقبلونه .. واني لأدعوكم الى ادانة هذه الأفعال وتجريمها..

الاخوة والاخوات وفي هذا المقام اعود الى العنوان الذي اجتمعنا من اجله وادلي بما تيسر في الذهن حول موضوع هذا اللقاء..فأقول سلامٌ سلامٌ ياللرصافة والجسر والرشيد وكربلاء والمأمون وكل حضارة الدنيا التي مرت من هنا، سلامٌ ياعراق الصمود والحب والرافدين وبلد القانون الاول في تاريخ الانسانية، سلامٌ يابلد النهرين وبابل وسامراء ونينوى ودجلة وآشور والنمرود وحمورابي ،،، سلامٌ عليكم ايها العراقيون اينما كنتم وفي اي مدينه من مدن العراق العظيم الذي اشدد على دوره المحوري في المنطقة واهمية ان نستعيد هذا الدور الذي خسرت المنطقة بغيابه الكثير من مصالحها .

على ان انعقاد هذا اللقاء يؤكد تصميم الجميع على العمل مع العراق من اجل مزيد من الازدهار والتكامل والمضي في التعاون مع هذا البلد العربي الخارج من تحت الرماد دعمًا لأمنه واستقراره وسيادته وسلامه أراضيه ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية واننا لنعلم جميعا ان بناء الاستقرار لأي أمة خرجت من غمار حرب وعاصفة دامية هوجاء كالتي شهدها العراق ليست بالشئ اليسير والهين، ولهذا فان العراق يحتاج بصورة ملحة الى دعم كافة اشقائه في هذه المعركة التي تتشابك فيها الخطط الاقتصادية والاجتماعية والامنية والثقافية مع الارادة الصلبة والكفاءات الوطنية .. ولكي يتحقق ذلك فإن الطريق يبدأ من اعادة اعمار النسيج الوطني والاجتماعي الذي يشكل الاساس المتين لبناء الاستقرار الدائم والشامل وعودة العراق الى مربعه العربي الفاعل في المنطقة وتعزيز مداميك التعاون والشراكة مع دول الجوار والدول الصديقة وتطوير وتيرتها بالشكل الذي يُسهم في إرساء قواعد الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويفتحُ المجال أمام سبل الحوار والنقاش لتبادل الآراء وتعميق المفاهيم، فضلا عن اقامة المشروعات الاستراتيجية التكاملية وبناء شراكات اقليمية ودولية.

لقد حبى الله هذا البلد بالموارد والخيرات والعقول والتي يمكن لاستثمارها الاستثمار الأمثل ان ينهض بتحديات العراق الجديد الآمن والمستقر وبما يمكن شعبه من تعويض سنوات العذاب والحرمان والخوف،، وفوق كل ذلك يمتلك العراق من الخبرات والكفاءات والكوادر المؤهلة لقيادة المرحلة ورسم خارطة الطريق الآمن الى الغد الأفضل .. ولديه المعرفة الكافية بأن الافكار الاجرائية والادارية لا تلبي وحدها متطلبات الاهداف، مالم يلتحم المجتمع على قاعدة العراق الكبير ومعالجة جروحه العميقة ،،

ولايفوتني هنا العبور على قضيتنا العربية المركزية قضية فلسطين التي تدمي الممارسات الاسرائيلية فيها القلوب يوما بعد يوم ويتسع حجم الظلم والصمت العالمي والأخلاقيات التي يدعيها الغرب واطفال فلسطين ورجالها ونسائها يقتلون وأراضيهم تجرف ومقدساتهم تنتهك يقتلون يوميا على مرأى ومسمع من العالم فلم يحرك ساكنًا، ففي كل عائلة فلسطينية ثكالى وأيتام ومعتقلون، وسبل العيش تضيق بهم ومن ارهابي يولي ياتي الى الحكم ارهابي جديد في اسرائيل، هكذا حال الفلسطينين منذ النكبة في 48 وحتى اليوم منذ دير ياسين الى قانا الى وحشية العدوان على غزة ومحاولة التهويد للقدس وطمس المعالم الإسلامية والثقافة الاسلامية والمسيحية معًا… واسواء ما في المعادلة المقلوبة لدى الامريكان والغرب ، ان المدافع الفلسطيني بالحجارة ارهابي بمتياز، والقاتل بالمظفع والدبابة والطائرة والصاروخ مدافع وحمامة سلام..

وعلى طريقة قتل امر في غابة جريمة لا تغتفر ،،
وقتل شعب ظاهر مسألة فيها نظر..

ايها الاخوة والاخوات وختامًا ..

لقد شب حريق هائل في خيمتنا العربية وانشغل كل شعب باطفاء خيمته دون ان يبادر الى مساعدة الاخر في اخماد نيرانه وهذا التقاعس مكن الطامعون من الانفراد ببلداننا واحداً واحداً ، تارة يقصفنا بالارهاب وتنظيماته المتوحشة وتارة بملشنة المجتمع ، وطوراً بإذكاء وتسعير التنوعات المذهبية والاجتماعية والثقافية والعرقية وتفتيت جسده المتماسك.. الخطر يتسع وتتسع روافده والمؤامرة على شعوبنا وبلداننا باتت تنتج في جوارنا وهي الاخطر لأننا شركاء واياها في عملية روحية لاتحترم قدسيتها ولكننا لن ننهزم ولن نستسلم وماضون بالحفاظ على كرامتنا والذود عن حياض أوطاننا…

والحق اقول،، اننا في اليمن قد اركمنا الله باشقائنا بالمملكة العربية السعودية الذين لم يطفؤا الخيمة معنا عن بعد ولكنهم ذهبوا الى قلب النار ليطفؤا معنا تلك الحريق وقدموا الغالي والنفيس ، ومعهم الاشقاء في الامارات العربية المتحدة ، فلهم منا كل الشكر والتقدير والثناء والعرفان على هذا الموقف الاخوي الصادق ..

ولا ينسينا ما يحدث في بلداننا عما حدث وجراء لأشقائنا في سوريا من كارثة انسانية عصفت به واصابته في مقتل وشردته ويعيش اسواء حالات انسانية اليوم، لا يفوتني هنا ان نترحم على الشهداء وندعوا بالشفاء للجرحى ونقدم خالص التعازي القلبية وندعوا القادرون دولا ورجال مال، لنصرة اخوانهم ودعمهم لان الحديث والبيانات لا تكفي امام المأساة التي تعرض لها اشقاؤنا جراء الزلزال المدمر والذي عبث بهم وهم اليوم امام مصير مجهول.

كما لا يفوتني ان ادين التصرفات الرعنا للبعض في الغرب افراد وحكومات لاسائتهم للاديان السماوية وتعمدهم النيل من الرسول الاعضم محمد ابن عبدالله الرسول الاممي الداعي الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.

وبالمناسبة فانه من واجبنا القومي يدعونا الوقوف مع إخواننا في مصر والسودان ودعم حقهم في موضوع سد النهضة ورفض التسويف والمماطلة التي تمارس وعدم القبول بالجدل والمساومة على ذلك الحق التاريخي الذي لا يقبل ان يظل يراوح مكانه في الادراج في المؤسسات الدولية او الوساطات ونحن كعرب نتفرج ماذا ستقدم عليه مصر او السودان، لان الامر في غاية الخطورة وميائنا العربية في كثير من البلدان العربية تستنزف وتصادر وتهدر .

وفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله…

كما ألقيت في الجلسة الافتتاحية عدة كلمات من قبل المهندس محمد ريكان الحلبوسي رئيس المؤتمر رئيس الاتحاد البرلماني العربي – رئيس مجلس النواب العراقي.. بعد انتقال رئاسة الاتحاد للشعبة البرلمانية العراقية وكذا تم إلقاء الكلمات من قبل رؤوساء البرلمانات والمجالس رؤوساء الوفود العربية بعد ذلك تم اقرار التقارير المقدمة من قبل الرئيس عن نشاطه ونشاط اللجنة التنفيذية منذ المؤتمر الثاني والثلاثين والمؤتمر الثالث والثلاثين الطارئ للاتحاد، واقرار تقرير الامين العام حول أوضاع الاتحاد وأنشتطه منذ المؤتمر الثاني والثلاثين والمؤتمر الثالث والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، وتنفيذ قرارات المؤتمر الثاني والثلاثين والثالث والثلاثين. وانشطة الأمانة العامة للاتحاد منذ المؤتمر الثاني والثلاثين.

كما تم اقرار تقارير الدورات التاسعة والعشرين والثلاثين الاستثنائية والحادية والثلاثين للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، واقرار التقارير بشان الحساب الختامي لعام 2022. ومشروع برنامج العمل ومشروع موازنة الاتحاد لعام 2023م.

هذا وفي ختام اعمال المؤتمر تم اقرار اعلان بغداد الذي تضمن جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك أكد من خلاله المجتمعون على أهمية دعمهم وموقفهم التضامني مع جمهورية العراق وتوفير كل ما يلزم لتعزيز استقراره وسيادته ووحدة أراضيه.

والتجديد على رفض كافة أشكال التطرف والقتل والإرهاب التأكيد والترحيب على بناء العراق لدولته الحديثة القائمة على مؤسسات وطنية ديمقراطية قادرة على دفع الأشقاء العراقيين باتجاه مزيد من التنمية والازدهار والتقدم وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية وفاعلية الحوار والتشاور بين الأشقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى