فاز سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن بالمركز الأول في جائزة البرازيل الكبرى بعد سباق فوضوي تحت الأمطار شهد انطلاقه من المركز السابع عشر وإشهار الأعلام الصفراء والحمراء أكثر من مرة وعدة حوادث، على حلبة إنترلاغوس في الجولة الـ 21 من بطولة العالم للفورمولا واحد الأحد.
وتقدم فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية ومتصدر الترتيب، على سائقي ألبين الفرنسيين إستيبان أوكون وبيار غاسلي. واكتفى سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس، وصيف الهولندي، بالمركز السادس.
كما أنهى فيرستابن، الذي سجل 2:06:54.430 ساعتين واستفاد من إشهار العلم الأحمر ومن “توقف مجاني”، فترة عجاف استمرت قرابة أربعة أشهر من دون أي فوز معززا صدارته بفارق 62 نقطة عن نوريس قبل ثلاث جولات من النهاية (392 مقابل 331).
ويعود الفوز الأخير لـ “ماد ماكس” قبل هذا السباق إلى جائزة إسبانيا الكبرى في 23 يونيو، علما أنه كان أحرز لقب السباق السريع (سبرينت) في جائزة الولايات المتحدة قبل أسبوعين.
وقال فيرستابن عبر راديو الفريق وهو يعبر خط النهاية “هل تعلم ما هذا؟ رائع بكل بساطة”.
تابع “لقد مررت بكل المشاعر. لقد ابتعدنا عن المشكلات واتخذنا القرارات الصحيحة”.
وفي لاس فيغاس، التي تستضيف الجولة المقبلة، سيحظى “ماد ماكس” بفرصة أولى للاحتفاظ بلقبه العالمي للعام الرابع تواليا، حيث يمكن أن يتوّج في شوارع المدينة الشهيرة في 23 نوفمبر.
ومثل فيرستابن، استفاد الفرنسيان أوكون وغاسلي من ظروف السباق في ساو باولو ومنحا فريقهما ألبين أول منصة تتويج له هذا العام.
واستعرت المنافسة على لقب الصانعين بين الثلاثي ماكلارين المتصدر برصيد 593 نقطة أمام فيراري (557) وريد بول (544).
وشهد السباق “دراما” حتى قبل إطفاء الأنوار، إذ خلال دورة التحمية انزلقت سيارة الكندي لانس سترول (أستون مارتن) العاشر عن المسار عند المنعطف الرابع، ما أدى إلى رفع الأعلام الصفراء وتأخير الانطلاقة.
وكان سترول تعرض لحادث خلال التجارب الرسمية التي أقيمت صباح الأحد بعد تأجيلها من السبت بسبب سوء الأحوال الجوية، ألحق أضرارا بسيارته، لكن فريقه تمكن من إصلاح الأعطال في الوقت المناسب.
وبعد الانطلاقة الفعلية، انتزع راسل الصدارة من نوريس الذي تراجع للمركز الثاني، فيما بدأ فيرستابن صعوده التدريجي ليحتل المركز العاشر.
وقبل انتصاف السباق، استغل العديد من السائقين، ومن بينهم راسل ونوريس في الصدارة تدخل سيارة الأمان الافتراضية للعودة إلى الحظائر والتزود بإطارات جديدة.
سمح ذلك لأوكون الذي كان كان يحتل المركز الثالث بعد انطلاقه رابعا، بالتقدم إلى الصدارة متفوقا على فيرستابن وزميله غاسلي.
وبفضل يد العون ودفعة من القدر، استفاد هؤلاء السائقون الثلاثة الذين لم يتوقفوا حينها لتغيير إطارات سياراتهم، من التوقف “المجاني” بعد بضع لفات، عندما توقف السباق بعد الخروج العنيف عن المسار للسائق الأرجنتيني فرانكو كولابينتو (وليامس)، خرج منه سالما على حلبة إنترلاغوس المبللة بمياه الأمطار.
ومع عودة السباق، تخلص أوكون من فيرستابن بسرعة، حتى خروج جديد عن المسار وكان بطله هذه المرة الإسباني كارلوس ساينس (فيراري)، ما استلزم إيقاف السباق وتدخل سيارة الأمان.
ومع الانطلاقة الجديدة من ممر المنصات، قدّم فيرستابن أداء خارقا لاستعادة زمام الصدارة باجتيازه لأوكون الذي حافظ على الوصافة أمام زميله غاسلي المنطلق من المركز الثالث عشر.
واعتبر نوريس أكبر الخاسرين بوصوله في المركز السادس، بعدما كان فاز بسباق السبرينت السبت واستهل سباق الأحد متأخرا بفارق 44 نقطة عن فيرستابن قبل أن يرتفع إلى 62.
وقال نوريس في إشارة إلى قرار ماكلارين باستدعائه لتغيير الإطارات بينما انتظر ريد بول توقفا بسبب العلم الأحمر لإيقاف فيرستابن “أعتقد أن الأمر كان يتعلق بخسارة المركز”.
وتابع: “كنا تحت العلم الأحمر مباشرة مع توقف مجاني للآخرين، لذلك كان الأمر مؤسفا، ليس أكثر من ذلك”.
وأضاف “لقد كان يوما صعبا. ارتكبت خطأين كلفاني غاليا أمام جورج (راسل) وشارل (لوكلير). ليس أكثر من ذلك… بذلت قصارى جهدي. لقد خضت الكثير من السباقات الجيدة وكان الوقت قد حان لكي لا تسير الأمور على ما يرام”.
وعندما سُئل عن أداء فيرستابن، الذي شق طريقه وسط الحلبة ليحقق فوزه الأول في 11 سباقاً، قال “لقد قاد بشكل جيد. لقد كان محظوظا بعض الشيء اليوم، لكن هذه هي الحياة”.
واستطرد قائلا “ربما شعر جورج (راسل) بأنه فاز بالسباق اليوم وربما كان يستحق الفوز أكثر من أي سائق آخر، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر سيئ الحظ والقوانين ضدك”.
وخرج نوريس ثلاث مرات عن المسار وواجه تحقيقا من قبل الحكام بعد السباق بسبب انطلاقة في المحاولة الثانية من دون انتظار الضوء الأخضر.