تطرف المناخ يهدد أسواق الغذاء العالمية المشترون عالقون بين الحرائق والصقيع

قناة اليمن | نيويورك

تهدد موجات متزامنة من الحر والصقيع العنيف في الدول المنتجة للأغذية الأساسية أسواق الغذاء العالمي، مع توقعات بتراجع الإنتاج أدت لاشتعال الأسعار وإرباك الأسواق.
وتراجعت الدول الرئيسية المشترية الحبوب في أفريقيا وآسيا عن الشراء من الأسواق العالمية، مما يشير إلى أن ارتفاع أسعار الحبوب والبذور الزيتية أدى إلى تراجع الطلب.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن مصر؛ وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، حجزت شحنة واحدة خلال مناقصة يوم الاثنين، وهي أقل كمية تتعاقد عليها مصر منذ نحو عام. كما ألغت مناقصة لاستيراد زيوت نباتية. وألغت تركيا مناقصة لشراء 515 ألف طن من علف الشعير في خطوة نادرة. واشترت باكستان خلال الأسبوع الماضي أقل من نصف كمية القمح التي كانت تطلب شراءها.
وتأتي هذه التحركات في ظل النظرة المستقبلية السلبية للإمدادات في الدول الرئيسية المنتجة للحبوب والبذور الزيتية بسبب موجات الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار العالمية في مثل هذا الوقت من العام، في حين تتجه الدول المستوردة إلى الاعتماد على محاصيلها المحلية الجديدة للحد من ارتفاع الأسعار في السوق العالمية.
كما ارتفعت أسعار الزيوت النباتية على خلفية ارتفاع الطلب على الوقود الحيوي الذي يعتمد على المحاصيل الزيتية وقصب السكر في إنتاجه.
وقال أندريه سيزوف، رئيس شركة «سوف إيكون للاستشارات» الموجودة في العاصمة الروسية موسكو: «أعتقد أن كثيراً من المشترين غير مستعدين لمثل هذه الأسعار للقمح»، بعد خفض توقعات المحصول في روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم؛ بنسبة 7 في المائة.
وإلى جانب الحبوب، قال محللون إن إنتاج السكر في البرازيل، أكبر منتج ومصدّر في العالم، من المتوقع أن يهبط هذا العام وقد يعاني أيضاً في العام المقبل بعد 3 موجات من الصقيع ضربت المحصول في مناطق جنوب ووسط البلاد خلال يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين.
وتشهد البرازيل شتاءً قاسياً على نحو غير معتاد مع هبوط درجات الحرارة إلى مستويات التجمد لبضعة أيام، وهو ما ألحق ضرراً بمحاصيل مثل الذرة والبن وقصب السكر. وجاء الصقيع في أعقاب واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي ضربت البلاد في عقود، مما أضر بشدة أيضاً بالمحاصيل الزراعية في أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.
وخفضت شركة «ستون إكس للسمسرة» توقعاتها لإنتاج السكر في البرازيل إلى 34.6 مليون طن للمحصول الحالي من تقديراتها في مايو (أيار) البالغة 35.7 مليون طن، وبانخفاض 10 في المائة عن حجم الإنتاج القياسي للموسم الماضي الذي بلغ 38.4 مليون طن.
وقلص تاجر السلع الأولية الآسيوي «ويلمار»؛ أحد أكبر تجار السكر في العالم، تقديراته لإنتاج البرازيل يوم الثلاثاء، قائلاً إنه يتوقع فقط نحو 28 مليون طن في موسم 2021 – 2022 بسبب أضرار كبيرة لحقت بمحصول القصب.
وقفزت الأسعار بفعل الخسارة المتوقعة في المحاصيل. واقتربت العقود الآجلة للسكر في سوق نيويورك من أعلى مستوى لها في 4 أعوام الأسبوع الماضي.
وتوقعت «ستون إكس» أن المعروض العالمي من السكر لموسم 2021 – 2022 سيتحول إلى عجز قدره مليون طن من فائض 1.7 مليون طن في توقعاتها خلال مايو الماضي… وقال «ويلمار» إن موسم السكر المقبل في البرازيل سيعاني أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى