تفشي الحصبة في إب وسط تكتم حوثي وتحذيرات من كارثة صحية

قناة اليمن | اب

تشهد محافظة إب، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، موجة تفشٍ خطيرة لمرض الحصبة، وسط تصاعد القلق الشعبي والطبي من تداعيات صحية قد تتحول إلى كارثة إنسانية في ظل غياب أي تدخل رسمي فاعل من الجهات الصحية التابعة للمليشيا.

وبحسب مصادر طبية محلية، فإن المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة تستقبل يوميًا عشرات الحالات المصابة بالحصبة، معظمها من الأطفال القادمين من المناطق الريفية، حيث تفتقر تلك المناطق إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وتغيب حملات التحصين الوقائي منذ سنوات.

في منطقة وادي الجنات شمال مدينة إب، سُجلت إصابة خمسة أشقاء بالمرض، في مؤشر خطير على اتساع رقعة الانتشار بين الأطفال، خاصة في ظل ضعف الاستجابة الطبية وغياب التوعية المجتمعية. وتؤكد المصادر أن وتيرة الإصابات بدأت بالتصاعد منذ مطلع أغسطس الماضي، وسط توجيهات صارمة من سلطات الحوثيين للأطباء والإدارات الصحية بعدم الحديث عن تفشي الوباء أو الإدلاء بأي معلومات لوسائل الإعلام، ما يفاقم من حالة التعتيم ويعيق جهود الاستجابة.

ويُعزى هذا الوضع إلى الانهيار المتواصل في المنظومة الصحية منذ سيطرة المليشيا الحوثية على المحافظة في خريف 2014، حيث عادت أمراض الطفولة القاتلة للظهور، وتفشت الأمراض الوبائية والمعدية بشكل لافت، في ظل محاربة ممنهجة لبرامج التحصين واللقاحات، وغياب الدعم اللوجستي والتمويلي للمرافق الصحية.

أطباء ومراقبون صحيون حذروا من أن استمرار هذا التدهور، في ظل غياب أي تدخل دولي أو محلي جاد، قد يؤدي إلى انفجار وبائي واسع النطاق، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يفاقم من انتشار الأمراض المعدية. كما دعوا المنظمات الدولية إلى التدخل العاجل، وتكثيف حملات التحصين، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وتفعيل الرقابة الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

في المقابل، تواصل المليشيا الحوثية تجاهل التحذيرات الطبية، وتمنع أي تغطية إعلامية أو تقارير ميدانية حول الوضع الصحي، ما يثير مخاوف من تعمد إخفاء حجم الكارثة، ويضع المجتمع المحلي أمام تحدٍ خطير يتطلب استجابة عاجلة من الجهات الإنسانية والحقوقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى