روسيا تهدد بوقف صادرات الحبوب الأوكرانية

قناة اليمن | موسكو

هدّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بإلغاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية إذا لم يحصل تقدّم على صعيد إزالة القيود المفروضة على صادرات بلاده من الأسمدة والمنتجات الغذائية.

وقال لافروف خلال زيارته إلى أنقرة، الجمعة الماضي، إنّه “إذا لم يحصل تقدّم على صعيد إزالة العوائق أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، فسنتساءل عمّا إذا كان هذا الاتفاق ضرورياً”.

وفي 19 مارس، تم تمديد الاتفاق الذي يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرّ آمن في البحر الأسود رغم الحرب، وفق وكالة “فرانس برس”.

واقترحت موسكو تمديد الاتفاق “60 يوماً في بادرة حسن نية” بدلاً من الـ120 يوماً المتفق عليها أساساً، مصرّة على وجوب احترام الشق الآخر من الاتفاق المتعلّق بتصدير الأسمدة الروسية.

نظرياً، هذه المنتجات الضرورية للزراعة العالمية ليست خاضعة للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ غزوها أوكرانيا في فبراير 2022. لكنّ العقوبات عرقلت هذه الصادرات عملياً.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إنّ “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اتخذتا إجراءات في ما يتعلّق بالدفع والتأمين، لكنّ المشاكل مستمرة. وبعض المصارف لم تفعل ما هو ضروري”.

وأشار أوغلو إلى أنّه “تمّ اتّخاذ خطوات لإعادة شحن الأمونيا والأسمدة الروسية من الدول الغربية إلى الدول الإفريقية، لكنّ المشكلة لم تُحلّ”.

في الأثناء، أعلنت وارسو وكييف الحد من تدفّق الحبوب الأوكرانية إلى بولندا بسبب احتجاجات للمزارعين البولنديين.

والحبوب الأوكرانية تمر عبر الاتحاد الأوروبي إلى دول أخرى منذ أن قطع الغزو الروسي الطرق التقليدية لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لكن بسبب مشاكل لوجستية، تكدّست الحبوب في صوامع بولندا فتدهورت الأسعار محليا، ما أدى إلى احتجاجات في البلاد واستقالة وزير الزراعة.

ومن ناحية ثانية، شجب لافروف عدم المساواة في توزيع الصادرات الأوكرانية بين البلدان الغنية والفقيرة.

وبحسب مركز التنسيق المشترك المسؤول عن الإشراف على هذه الاتفاقية الدولية، فإنّ 56% من الصادرات ذهبت إلى الدول النامية و5,7% إلى الدول الأقل نمواً، والتي يبلغ مجموع سكانها أكثر من 12 في المئة من سكان العالم.

“نظام عالمي جديد”

تتحرك روسيا وتركيا بشكل مشترك في ملفات دولية عدّة وتشدّد موسكو على ضرورة تنسيق المواقف مع أنقرة، بحسب وزارة الخارجية الروسية.

وتمكّنت تركيا منذ بداية النزاع من الحفاظ على علاقات مع جارتيها أوكرانيا وروسيا، بينما أعرب تشاوش أوغلو الجمعة عن “قلقه بشأن تصعيد النزاع في الربيع”.

غير أنّ لافروف أكّد أنّ أيّ مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا يجب أن يكون مرتكزها الأساسي قيام “نظام عالمي جديد” لا يخضع لهيمنة الولايات المتّحدة.

وقال الوزير الروسي إنّ “المفاوضات لا يمكن أن تتمّ إلا على أساس مراعاة المصالح الروسية”، مضيفاً أنّ “هذه مبادئ سيقوم عليها النظام العالمي الجديد”.

من جانب آخر، تعتزم روسيا تشجيع مصالحة بين تركيا وسوريا اللتين توترت علاقتهما منذ بدء الحرب السورية في العام 2011. وقد دعت موسكو إلى لقاءات عدّة بين البلدين لكنّ مساعيها لم تتكلل بقمة سورية-تركية بعد.

ويشترط الرئيس السوري بشار الأسد لعقد أيّ لقاء مع أردوغان، انسحاب القوات التركية المتواجدة في شمال سوريا لمنع هجمات يشنّها أكراد.

لكنّ المتحدّث باسم الرئاسة التركية والمستشار الدبلوماسي لأردوغان، إبراهيم قالن، أعلن الأربعاء عن لقاء مقبل في موسكو بين وزيري خارجية ودفاع البلدين، إلى جانب وزراء روسيا وإيران.

وأوضح أنّ هذا اللقاء سيعقد “في الأيام المقبلة” مع رؤساء أجهزة استخبارات البلدان الأربعة. وقد التقى قالن الرئيس بوتين الخميس في موسكو كما أعلن الكرملين.

وفي السياق، أكّد تشاوش أوغلو الجمعة أنّ “الحوار يجب أن يستمرّ. سيكون من المفيد لو استمرّت المشاورات بالطريقة ذاتها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى