عودة “رافا” تمنح أميركا المفتوحة دفعة كبيرة

تعافى رافائيل نادال من الإصابة في الوقت المناسب ليعود للمشاركة في بطولة أميركا المفتوحة للتنس للمرة الأولى منذ فوزه بلقب 2019 يشكل دفعة كبيرة لقرعة الرجال التي تعاني من الاستنزاف بسبب غياب نوفاك ديوكوفيتش وألكسندر زفيريف.

وعاد نادال إلى بطولات التنس الأسبوع الماضي فقط بمشاركته في بطولة سينسناتي المفتوحة، حيث لم يلعب أي مباراة تنافسية منذ انسحابه من قبل نهائي ويمبلدون أمام نك كيريوس، بسبب إصابة في البطن أوائل يوليو الماضي.

وانتهت عودة اللاعب البالغ من العمر 36 عاما بالهزيمة أمام بورنا تشوريتش في بطولة الأساتذة وهي من فئة ألف نقطة، لكن الأهم من ذلك بالنسبة للاعب الإسباني هو أنه لم يظهر عليه أنه يعاني بسبب الإصابة.

وكانت ملاعب فلاشينغ ميدوز مكانا سعيدا لاقتناص الألقاب بالنسبة للاعب الأعسر، الذي فاز على الملاعب الصلبة هناك أربع مرات قبل أن يغيب عن بطولة 2020 بسبب جائحة كوفيد-19 وغاب عن نسخة العام الماضي بسبب الإصابة.

وقال نادال، الذي فاز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة عام 2022، في تصريحات الأسبوع الماضي “أحتاج إلى المضي قدما والبدء في التفكير في الطاقة التي يمنحها لي الجمهور في نيويورك. أعلم أنه مكان يحمل خصوصية كبيرة بالنسبة لي وأنا أستمتع به. لدي لحظات لا تُنسى هناك، وسأبذل قصارى جهدي كل يوم لأكون مستعدا لذلك”. وسيعود دومينيك تيم، بطل 2020 للرجال، إلى فلاشينغ ميدوز بعد غيابه العام الماضي بسبب الإصابة.

وبدون وجود مرشح واضح في قرعة الرجال، من المتوقع أن يأتي أكبر تهديد لنادال من حامل اللقب والمصنف الأول على العالم دانييل ميدفيديف.

وخسر اللاعب الروسي في مباراة من خمس مجموعات في نهائي 2019 أمام نادال وحصل أيضا على المركز الثاني على الملاعب الصلبة لبطولة أستراليا المفتوحة في آخر نسختين.

ونال اللاعب الروسي 14 لقبا للفردي في مسيرته، جميعها باستثناء لقب واحد على الملاعب الصلبة، بما في ذلك اللقب الكبير الوحيد الذي ناله عندما منع ديوكوفيتش من الحصول على ألقاب كافة البطولات الأربع الكبرى في عام واحد بتغلبه عليه في نهائي فلاشينغ ميدوز العام الماضي.

واضطر اللاعب البالغ من العمر 26 عاما إلى الغياب عن ويمبلدون بسبب الحظر المفروض على اللاعبين الروس وكثف استعداداته لآخر البطولات الأربع الكبرى لهذا العام بلقب في لوس كابوس بالمكسيك قبل أن يخسر في قبل النهائي أمام ستيفانوس تيتيباس في سينسناتي.

وبين البطولتين، جاءت الهزيمة في الدور الأول لبطولة كندا المفتوحة في مونتريال أمام الأسترالي متقلب المزاج نك كيريوس وهو أحد لاعبي التنس الأكثر تألقا وفقا لمستواه الحالي.

وبعد سنوات من تصنيفه على أنه موهبة ضائعة، أظهر كيريوس مستوى من الاتساق لم يسبق له مثيل في الشهرين الماضيين. وأنهى اللاعب الأسترالي في مركز وصيف البطل ببطولة ويمبلدون وفاز بلقب واشنطن المفتوحة ووصل إلى دور الثمانية في مونتريال.

وأكد كيريوس أن بطولة أميركا المفتوحة ستكون آخر بطولة له هذا الموسم قبل أن يعود إلى بلاده وسيتعين على اللاعب البالغ من العمر 27 عاما تسخير ما تبقى من دوافعه وطاقته للسير بعيدا في نيويورك.

وهناك لاعب آخر سيتوجه إلى ملاعب فلاشينغ ميدوز بثقة وهو الكرواتي تشوريتش، الذي انتزع لقب سينسناتي بفوزه على ثلاثة لاعبين من بين العشرة الكبار وهم نادال وفيليكس أوجيه-ألياسيم وتيتيباس وذلك ضمن آخرين.

وقفز اللاعب البالغ من العمر 25 عاما، والذي عاد إلى بطولات اتحاد اللاعبين المحترفين في مارس بعد فترة توقف طويلة عقب جراحة خضع لها في الكتف العام الماضي، إلى المركز 29 في التصنيف مقابل 152 قبل البطولة وسيكون الحصان الأسود في بطولة أميركا المفتوحة.

وسيحمل المصنف الرابع عالميا كارلوس الكاراز (19 عاما) لواء اللاعبين الشبان في ظل ثقة النقاد بأنها مجرد مسألة وقت قبل أن يفوز اللاعب الإسباني المتميز بأول ألقابه الكبرى.

وسيكون ديوكوفيتش، الذي فاز بلقب أميركا المفتوحة ثلاث مرات، أكبر اسم سيغيب عن المنافسات بسبب قراره عدم الحصول على التطعيم ضد كوفيد-19.

ولم يتمكن الصربي، الذي فاز ببطولة ويمبلدون لينال لقبه 21 في البطولات الأربع الكبرى، من الدفاع عن لقبه في بطولة أستراليا المفتوحة بعد ترحيله من البلاد في يناير الماضي بسبب عدم حصوله على التطعيم.

كما لن يتمكن ديوكوفيتش من دخول الولايات المتحدة بسبب القيود المفروضة على المسافرين غير الملقحين.

ووقع ما يقرب من 50 ألف شخص على عريضة عبر الإنترنت تطالب الاتحاد الأميركي للتنس بالعمل مع الحكومة الأميركية للسماح لديوكوفيتش بالمنافسة.

قال ديمتري بيليانين، مدير القسم التجاري في باريماتش إنترناشيونال، وهي مزود خدمة في مجال المراهنات الرياضية “على الرغم من أن الكثيرين قد يفتقدون للاعب الأبرز (ديوكوفيتش)، إلا أن هذا لن يكون له تأثير كبير على مشاهدة البطولة”.

ومن بين الأسماء البارزة الأخرى الغائبة روجر فيدرر الذي نال 20 لقبا كبيرا، والذي لم يلعب منذ بطولة ويمبلدون 2021 بسبب مشكلات في الركبة، وزفيريف وصيف بطل عام 2020 الذي يتعافى بعد إصابته في بطولة فرنسا المفتوحة.

ولم يكتمل شفاء الألماني زفيريف بشكل كامل من الجراحة التي خضع لها لإصلاح الأربطة المصابة في كاحله الأيمن.