مباحثات سعودية ـ كويتية تناقش فرص التعاون ومستجدات المنطقة

قناة اليمن | الكويت

اختتم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي أمس، جولته الخليجية بالكويت والتي بدأها الثلاثاء الماضي بزيارة رسمية إلى عمان ثم الإمارات وقطر والبحرين لتعزيز التعاون والتكامل بين دول المجلس في جولة تسبق انعقاد القمة الـ42 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها السعودية منتصف الشهر الحالي.

وكرم الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت أمس ضيف بلاده الكبير الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بأرفع الأوسمة الكويتية «قلادة مبارك الكبير ووسام الكويت» تقديراً لما يبذله من جهود ترسخ روابط الإخاء بين البلدين والشعبين، وتعزز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي.

واستقبل الشيخ نواف الأحمد الصباح في قصر يمامة أمس الأمير محمد بن سلمان، بحضور الشيخ مشعل الأحمد ولي العهد الكويتي حيث جرى استعراض العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين، وفرص التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومستجدات الأوضاع في المنطقة.

ونقل ولي العهد السعودي في مستهل الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للشيخ نواف الأحمد الذي حمله بدوره تحياته لخادم الحرمين الشريفين.

وعقد الأمير محمد بن سلمان والشيخ مشعل الأحمد في وقت لاحق أمس جلسة مباحثات رسمية بقصر بيان في العاصمة الكويت، تناولت استعراض أوجه العلاقات بين البلدين وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات. كما جرى تبادل الآراء حول مجمل القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

ورحب الشيخ نواف الأحمد في بداية الجلسة بضيف بلاده الأمير محمد بن سلمان في زيارته للكويت فيما عبر ولي العهد السعودي عن شكره وتقديره له على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فيما حضر جلسة المباحثات الوفد الرسمي المرافق له.

وكان الأمير محمد بن سلمان وصل إلى الكويت أمس وسط حفاوة رسمية وشعبية بضيف البلاد، وتقدم الشيخ مشعل الأحمد مستقبلي ومودعي ولي العهد السعودي في المطار الأميري بالكويت، مع كبار المسؤولين الكويتيين، فيما كانت قد جرت مراسم استقبال رسمية لضيف البلاد الكبير لدى وصوله إلى المطار الكويتي قادما من المنامة في زيارة استغرقت يوماً ليغادر بعدها عائدا إلي الرياض.

ولدى مغادرته الكويت، بعث الأمير محمد بن سلمان ببرقية ضمنها شكره وتقديره للشيخ نواف الأحمد أمير الكويت لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيراً إلى أن هذه الزيارة أكدت عمق العلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت والتي «تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين»، سائلاً المولى عز وجل لأمير الكويت دوام الصحة والسعادة وللشعب الكويتي الأمن والاستقرار.

كما بعث الأمير محمد بن سلمان ببرقية شكر وتقدير مماثلة للشيخ مشعل الأحمد ولي العهد الكويتي، قال فيها «لقد أكدت المباحثات المشتركة التي عقدناها متانة الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين والرغبة في تعميق التعاون وتوثيق العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة؛ لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح»، متمنيا له دوام الصحة والسعادة، وللكويت وشعبها اطراد التقدم والازدهار.

وتعد زيارة ولي العهد السعودي هي الثالثة للكويت بعد زيارته الرسمية الأولى في مايو (أيار) 2015، والثانية في 30 سبتمبر (أيلول) 2018. كما وقعت الكويت والسعودية عام 2018 محضر إنشاء مجلس التنسيق الكويتي – السعودي الذي يعتبر انطلاقة جديدة في التعاون القائم والمتنامي بين البلدين.

وسعى ولي العهد السعودي في جولته الخليجية لتعزيز التعاون والعلاقات بين دول المجلس، وتنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كما تؤكد الجولة الموقف السعودي من أهمية المحافظة على تضامن دول المجلس، وعمق الروابط بين شعوب المجلس وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.

وكان الأمير محمد بن سلمان، اختتم في وقت سابق من أمس، زيارة رسمية لمملكة البحرين، وكان في وداعه بمطار قاعدة الصخير الجوية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني والأمراء والوزراء في الحكومة البحرينية.

ولدى مغادرته المنامة، بعث الأمير محمد بن سلمان، ببرقيتي شكر وتقدير للملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

وأشار ولي العهد السعودي في البرقية التي بعث بها لملك البحرين إلى أن «الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وجلالتكم، لتحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، وأضاف: «أسال الله العلي القدير أن يديم عليكم الصحة والسعادة، وعلى الشعب البحريني الشقيق الأمن والاستقرار والازدهار».

وقال الأمير محمد بن سلمان في البرقية التي بعث بها لولي العهد البحريني: «لقد أكدت جلسة المباحثات المشتركة التي عقدناها متانة الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين والرغبة في تعميق التعاون وتوثيق العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة؛ لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة… متمنياً لسموكم موفور الصحة والسعادة، ولشعب مملكة البحرين الشقيق اطراد التقدم والرخاء».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، ترأسا في وقت سابق الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي البحريني في قصر الصخير، وشارك فيه من الجانبين الأمراء وأعضاء المجلس.

ورحب الامير سلمان بن حمد في بداية الاجتماع بضيف بلاده الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له في بلدهم الثاني البحرين معبراً عن عمق العلاقات الأخوية الضاربة في أعماق التاريخ بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص البحرين على تنمية وترسيخ التعاون الثنائي إلى آفاق أشمل بما يعزز المصالح المشتركة. ومن جانبه، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن اعتزازه بزيارة البحرين، وأكد أهمية مجلس التنسيق السعودي البحريني ولجانه الفرعية كأداة فاعلة للدفع بعلاقات البلدين للمزيد من التقدم والاستفادة من الإمكانات المتاحة واستثمارها بالشكل المناسب.

كما استعرض الجانبان تقرير الأمانة العامة للمجلس الذي يوضح الجهود المبذولة من قبل اللجان الفرعية لتحقيق تطلعات قيادتي وشعبي البلدين وما اشتمل عليه من مخرجات اجتماعات اللجان وتوصياتها ومبادراتها، وعبر الجانبان عن ارتياحهما لما تم التوصل إليه من نتائج إيجابية في هذه الاجتماعات وما توصلت إليه من توصيات ومبادرات من شأنها تعزيز التعاون القائم في شتى المجالات، وأكدا أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق الثنائي بين البلدين.

وأكد الجانبان استمرار تعزيز التعاون والتشاور تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والدفع بعملهما السياسي على الصعيدين الثنائي والدولي إلى آفاق أوسع وبما يعود على البلدين وشعبيهما وشعوب المنطقة بالأمن والاستقرار والازدهار، وفي هذا الشأن تم التوافق على عدد من المبادرات تتمحور حول المشاورات السياسية المجدولة بين وزيري خارجية البلدين، وتنسيق العمل للتصدي للفكر المتطرف بين الشباب في المملكتين وتجفيف منابعه، بالإضافة إلى تنسيق العمل لدعم مرشحي المملكتين في المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية وتنسيق تنفيذ دورات مشتركة للدبلوماسيين الشباب في البلدين، وتعزيز التواصل والتعاون بين الجهات القنصلية وتنسيق المواقف حيال القضايا الثنائية والدولية بين وفدي البلدين في كل من نيويورك وجنيف.

وأكد الجانبان أهمية الاستمرار في تعزيز العمل المشترك في المجالين الأمني والعسكري، وفي هذا الإطار توصل الجانبان لعدد من المبادرات التي من شأنها تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات التالية «التشاور في مجال التعاون الأمني والعسكري، تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني، تسهيل إجراءات عبور البضائع والشاحنات عبر الحدود، تسهيل إجراءات عبور المسافرين عبر المنافذ الجوية والبرية، الربط الشبكي، الربط الإلكتروني بين وزارتي الداخلية في البلدين في عدد من المجالات».

وعبر الجانبان عن أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة وزيادة التعاون الاقتصادي بينهما، والاتفاق على تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ الدولية، والعمل على أن تركز على الانبعاثات وليس المصادر من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، إضافة إلى السعي إلى إنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، إضافة إلى التعاون في مجال الهيدروجين وتطوير التقنيات المتعلقة بنقله وتخزينه وتبادل الخبرات والتجارب لتطبيق أفضل الممارسات في مجال مشاريع الهيدروجين، وتعزيز التعاون في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات، وتعزيز التبادل التجاري للطاقة الكهربائية، والاستفادة من الربط الكهربائي وتبادل الخبرات في مشروعات قطاعات الطاقة، والتعاون على تحفيز الابتكار، وتطبيق التقنيات الناشئة مثل الذكاء الصناعي في قطاع الطاقة، وتطوير البيئة الحاضنة لها.

كما توافق الجانبان على تفعيل عدد من المبادرات تشمل التعاون في المجالات التعليمية، والرياضية، والثقافية، والصحية، والترفيهية، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون الإعلامي، وتعزيز التعاون في مجال السياحة، والشباب، والتنمية الاجتماعية. كما اتفق الجانبان على التعاون وتبادل الخبرات فيما يخص المنظمات غير الربحية وسبل تنميتها في كلا البلدين، وإطلاق عدد من المبادرات تتناول قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات والبيئة والبنى التحتية.

وفي ختام أعمال الاجتماع الثاني للمجلس، أكدا ما يجمع البلدين من روابط متينة ترتكز على دعائم تاريخية راسخة، وأعربا عن تطلعهما إلى الاجتماعات القادمة للمجلس لاقتراح المزيد من الرؤى المشتركة لتعزيز وتعميق العلاقات بين البلدين، وأكدا على استمرار البلدين بإذن الله على هذا النهج للتأسيس لمستقبل زاهر يتحقق فيه المزيد من الإنجازات لنماء وازدهار البلدين بما يحقق تطلعات القيادتين الحكيمتين في تعزيز الأمن والاستقرار.

من جهته أكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي أن جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدول مجلس التعاون الخليجي هدفها تعزيز مسيرة العمل الخليجي.

وقال الأمير فيصل بن فرحان، عبر حسابه الشخصي بـ«تويتر» أمس، إن جولة ولي العهد السعودي إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبّرت عن مفهوم الخليج الواحد، والمصير المشترك، وتوقيتها جاء لتعزيز مسيرة العمل الخليجي والدفع به نحو آفاق أرحب.

وأضاف: «تعمل المملكة مع الدول الشقيقة في المنطقة لضمان تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار والرفاه لبلداننا وشعوبنا».

وأكد وزير الخارجية السعودي أن زيارة ولي العهد إلى الكويت أمس تأتي لتُعبر عن المحبة الأخوية للكويت وشعبها الشقيق، على أساسٍ تاريخي وضع لبناته الأجداد وأكمله من بعدهم أبناؤهم البررة حتى نحقق معاً آمال شعوبنا وتطلعات بلداننا بالتكامل المنشود في جميع المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى