الهجرة الدولية: استمرار تصعيد المليشيات بمأرب يرفع معدل النزوح الداخلي إلى أعلى مستوياته

قناة اليمن | متابعات

أعلنت منظمة الهجرة الدولية، أن التصعيد العسكري للمليشيات الانقلابية في مأرب وما حولها، أجبر آلاف الأشخاص على الفرار بحثاً عن الأمان، في ظل زيادة مقلقة لمعدلات النزوح منذ بداية الشهر الماضي.

وقالت المنظمة إنها سجلت نزوح ما يقارب 10 آلاف شخص خلال سبتمبر الماضي وهو أعلى معدل نزوح تم رصده خلال شهر واحد هذا العام.

وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، كريستا روتنشتاينر : «إن هذا العنف المتجدد في مأرب يزعزع استقرار وحياة الآلاف من الناس ويؤدي إلى حالات وفاة وإصابات مأساوية في صفوف المدنيين، بمن فيهم الأطفال».

وأكدت المنظمة أن التصعيد الأخير للقتال في جنوب المحافظة بفعل الهجوم الذي يشنه الحوثيون أدى «إلى تدمير البنية التحتية الأساسية مثل الجسور والطرقات»، حيث تم قطع الطرق داخل مديرية العبدية – إحدى أكبر المديريات – وإليها في جنوب مأرب، ما أعاق حركة الناس ودخول الإمدادات الأساسية، وهو أمر جعل المنظمات الإنسانية تعرب عن قلقها بشأن سلامة المجتمعات المتضررة من الصراع في المناطق التي لا يمكن إيصال المساعدات إليها.

ووصفت «الهجرة الدولية» الوضع في مديريات حريب والجوبة ورحبة، بأنه «مريع»، حيث فر ما يقدر بنحو 4700 نازح هذا الشهر. ولجأ غالبيتهم إلى مناطق أكثر أماناً في مديريتي الجوبة ومأرب الوادي، وإلى مناطق حضرية مكتظة بالسكان في مدينة مأرب. كما تسببت أعمال الاقتتال في أجزاء من شبوة المجاورة في نزوح المئات داخل تلك المحافظة وشمالاً إلى مأرب.

وقالت المنظمة إن العديد من حديثي النزوح يعيشون في ظروفٍ يرثى لها، حيث تحتمي أسر متعددة تحت سقف واحد. ويقول أكثر من نصفهم إن المأوى هو أهم احتياجاتهم، يليه الطعام والماء، حيث تعيش أسرة مكونة من 22 فرداً في خيمة واحدة، وبالكاد يجدون الطعام.

ومنذ بداية هجوم ميليشيات الحوثي على محافظة مأرب في العام الماضي قدرت المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها أن ما يقرب من 170000 شخص قد نزحوا نحو مدينة مأرب عدة مرات، كما فرّ ثلث هذا العدد منذ بداية العام الحالي.

ويعيش الكثيرون في 34 موقع نزوح تديرها المنظمة الدولية للهجرة، ما أدى إلى تفاقم حالة الاكتظاظ السكاني، كما يبحث آخرون عن ملاذ آمن في المباني العامة المهجورة، أو في منازل الأقارب، والبعض استنفدوا مدخراتهم في استئجار المساكن.

من جهته، ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن العديد من الأسر قد استنفدت مدخراتها المالية وغير قادرة على الاستعداد بشكل كافٍ لفصل الشتاء المقبل. بالإضافة إلى ذلك، فإن التدهور الاقتصادي المثير للقلق في البلاد، بما في ذلك الانخفاض السريع في قيمة الريال اليمني وما يرتبط به من ارتفاع في الأسعار، جعل الأدوات المنزلية ومواد الإيواء لا يمكن تحملها بشكل متزايد بالنسبة لليمنيين في الأسواق المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى