الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد الصراع السيبراني: المؤسسات الأمريكية في حالة تأهب قصوى

قناة اليمن | نيويورك

تشهد المؤسسات الأمريكية حالة تأهب غير مسبوقة مع تصاعد المخاوف من موجة هجمات إلكترونية جديدة تعتمد بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما ينذر بمرحلة مختلفة من الصراع الرقمي تتسم بالسرعة والتمويه والقدرة على التخفي.

ويرى خبراء الأمن السيبراني أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح عنصرًا محوريًا يمكّن القراصنة من تنفيذ هجمات متكاملة دون تدخل بشري، ما يصعّب اكتشافها واحتوائها في الوقت المناسب. وتشير التقديرات إلى أن هذه الهجمات قد تستهدف قطاعات حيوية مثل الطاقة والنقل والرعاية الصحية، مسببة خسائر تشغيلية واقتصادية واسعة.

وتفيد تقارير شركات تقنية كبرى بأن فرق قرصنة، بعضها تابع لدول مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، بدأت توظيف نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية لكتابة شيفرات خبيثة واختبار الثغرات الأمنية بطرق يصعب التنبؤ بها. وكشفت شركة “جوجل” عن محاولات متكررة لاستغلال أدوات الذكاء الاصطناعي العامة في إعداد هجمات موجهة ضد شبكات الشركات الكبرى.

كما أظهرت بيانات من “مايكروسوفت” أن حملات التصيد الإلكتروني المصممة بالذكاء الاصطناعي سجلت معدلات استجابة تجاوزت 50%، مقارنة بـ12% فقط للرسائل التقليدية. وأشار تقرير صادر عن “Deep Instinct” إلى أن نصف العاملين في منشآت البنية التحتية الحيوية تعرضوا لمحاولات اختراق مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي.

في المقابل، تعتمد أكثر من 80% من المؤسسات الكبرى حلولًا مؤتمتة لتحليل الهجمات والتصدي لها، مما ساعد في تقليص زمن الاستجابة من أسابيع إلى دقائق. وتوقعت الجهات الأمريكية المعنية بالأمن السيبراني أن يشهد المستقبل القريب سباقًا محمومًا بين الهجوم والدفاع، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي السلاح الرئيسي للطرفين.

وقالت جين إيسترلي، المديرة السابقة لوكالة أمن البنية التحتية الأمريكية: “الأنظمة الدفاعية ستتعلم من كل هجوم لتصبح أكثر ذكاءً وسرعة في صد الاختراقات”، مؤكدة أن “من ينجح في تسخير الذكاء الاصطناعي بفعالية سيحسم معركة الفضاء الإلكتروني القادمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى