«الصحة العالمية»: 1.5 جرعة فقط لكل 100 شخص في الدول الفقيرة

قناة اليمن | الرياض

في وقت تواجه فيه القارة الأفريقية وكل البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، تحديات كبرى في تدبير احتياجاتها من جرعات اللقاحات المضادة لـ«كوفيد – 19» جراء التوزيع «غير العادل»، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس معرضة لخطر الضياع، والنظم الصحية في العديد من البلدان تتعرض للإرهاق.

وأكد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن غالبية الكميات المنتجة من اللقاحات تذهب إلى الدول الغنية، ولا تتلقى الدول الفقيرة إلا النذر اليسير منها، مشيراً إلى أن «التفاوت وصل إلى حد لا يمكن التغافل عنه، حيث توفر الدول مرتفعة الدخل 100 جرعة لكل 100 شخص بينما توفر الدول منخفضة الدخل والشريحة الدنيا من الدول متوسطة الدخل، ومنها الكثير في أفريقيا، 1.5 جرعة فقط لكل 100 شخص».

ولهذا السبب، وفق المنظري، أطلقت المنظمة دعوة لاحتواء التفاوت وتوجيه معظم اللقاحات في هذه المرحلة للبلدان التي لم تتمكن في الشهور الماضية من الحصول على كميات تمكنها من تلبية احتياجاتها العاجلة من اللقاحات، على أمل أن يسهم كل الشركاء في الاستجابة لهذه الدعوة.

وحول آخر المستجدات بشأن تحورات فيروس كورونا وعدد النسخ المتحورة منه وأكثرها شدة، أوضح المنظري أنه ظهر العديد من المتحورات سواء تلك المثيرة للاهتمام أو المتحورات التي تسبب القلق، مشيراً إلى أن هذا النوع الأخير هو الأكثر خطورة، موضحاً أن المتحورات التي اكتشفت حتى الآن هي: ألفا، وبيتا، وجاما ودلتا، وانضم إليها مؤخراً لمبادا.

وتابع المنظري: «حتى الآن يبدو المتحور دلتا هو الأشد تأثيراً والأسرع انتشاراً، فقد تم اكتشافه في 132 دولة في العالم حتى تاريخ 28 يوليو (تموز). وفي شرق المتوسط تم اكتشاف المتحور دلتا، في 16 بلداً في الإقليم. ولا يزال المتحور دلتا ينتشر بسرعة، وسرعان ما سيصبح سائداً على الصعيد العالمي مع توقع تسببه في تداعيات على صعيد الصحة العمومية».

وأضاف المدير الإقليمي لـ«الصحة العالمية»، أنه منذ ظهور المتحورات، بل ومن قبل اكتشافها، تم وضع الفيروس تحت مراقبة دقيقة ومكثفة تحسباً لتحوره الذي يعد أمراً متوقعاً مع جميع أنواع الفيروسات النشطة، وتابع: مع اكتشاف المتحورات المشار إليها سابقاً، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لقياس تأثيراتها المختلفة على خواص السلالة الأصلية، من حيث سرعة الانتشار وشراسة العدوى والاستجابة للقاحات.

وفق المنظري، فإن المتحورات لم تؤثر حتى الآن على درجة شراسة العدوى ولا الاستجابة للقاحات، غير أن نشاط الفيروس مستمر، وهناك احتمال ظهور متحورات جديدة.

وعلاوة على ذلك، وفق المنظري، تم الإبلاغ عن 363 ألف حالة إصابة و4300 وفاة جديدة أسبوعياً في المتوسط على مستوى الإقليم خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، وهو ما يُشكل زيادة بنسبة 67 في المائة في عدد الإصابات و24 في المائة في عدد الوفيات مقارنة بالشهر السابق، فيما أبلغت العديد من البلدان عن زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة والوفيات على مدار الشهر الماضي، ومنها إيران، والعراق، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وباكستان، وتونس، والصومال.

وحول الحديث عن إمكانية انتهاء الفيروس في عام 2022، قال المنظري: «هذا الوباء لم يوشك على الانتهاء، ونخشى أن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس معرضة لخطر أن تضيع، والنظم الصحية في العديد من البلدان تتعرض للإرهاق، كما يتسبب (دلتا) في حدوث أضرار وستظهر المزيد من المتحورات مع احتمال أن تكون أكثر خطورة إذا لم نتحكم في انتشار الفيروس».

وعن آخر المعلومات بشأن منشأ فيروس كورونا ومدى ارتباطه بمختبر ووهان، ومدى صحة إيقاف الصين أو تهديدها بالتعامل مع منظمة الصحة العالمية على خلفية منشأ الفيروس بمختبر ووهان، قال المنظري: «قطعنا شوطاً كبيراً في سعينا لتحديد منشأ فيروس كورونا وشملت مساعينا إيفاد بعثة الخبراء لمدينة يوهان التي خرجت بنتائج جيدة تم الإعلان عنها في حينها، وإن كانت هذه النتائج لم تحدد على نحو قاطع منشأ الفيروس».

وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط أن ما تهدف إليه المنظمة هو الوصول لحقائق لفهم أكبر للفيروس ومنشئه ومن ثم فتح آفاق أكبر للتعامل معه واحتوائه وفهم متحوراته واحتواء آثارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى