شرارة ثورة بدأت بالاشتعال.. ارحل يا حوثي” تنتشر على جدران صنعاء
قناة اليمن | متابعات
في صباح يوم الأحد السادس من مارس الجاري، استيقظ سكان صنعاء على شعارات مرسومة في الجدران لم يشاهدوها منذ وقت طويل، كانت الشعارات تقول ” ارحل يا حوثي” ولم تكن في مكان واحد، استغرب الناس مما رأوه، وشيئا فشيئا تحول الاستغراب إلى ابتسامة ثم الى فرحة غامرة انتشرت في اوساط الأهالي، “لايزال الشعب حيا” قالها مواطن من فوق دراجته النارية ومضى في حال سبيله.
هناك شرارة بدأت تشتعل قد تؤدي إلى ثورة عارمة لا تبقي ولا تذر، والسبب امعان الحوثي في إذلال اليمنيين إلى درجة حرمانهم أبسط مستحقاتهم بدون اي سبب سوى التضييق عليهم لدفعهم إلى الجبهات، كما يرى” سمير”، الذي يؤكد ان الحوثي “سرطان” يجب على الشعب ازالته قبل أن ينتشر ويقضي على الجسم بأكمله.
غضب شعبي
بحسب دراسة ميدانية أعدها طلاب كلية الإعلام، فإن حالة الاحتقان الشعبي وصلت إلى ذروتها بعد ارتفاع اسعار المواد البترولية إلى أكثر من أربعين ألف للجالون الواحد، واصبح الناس ينتقدون الحوثيين في الشوارع علنا بدون خوف من البطش، وذلك بحسب الدراسة يرجع إلى حالة اليأس والغضب وشعور العجز الذي غمر النفوس بعد الفضيحة السعرية الغير مبررة.
وتؤكد الدراسة بأن حالة التأييد الشعبي للحوثيين قد تقلصت إلى أدنى مستوى لها منذ الانقلاب في سبتمبر 2014 وحل محلها الغضب والنقمة، ولذلك فضل الحوثيين الصمت والتجاهل نظرا لحالة الغضب الشديد والمتصاعد في اوساط المواطنين.
يقول المواطن “إدريس ” ان ظلم الحوثيين قد وصل إلى أبعد من مداه المتوقع بهذه الفضيحة وان الشعب لن يكتفي بالكتابة على الجدران بل سيخرج إلى الشوارع بسلاحه وينتزع حقه من ظالميه في أقرب وقت “
بينما يرى” علي” ان شعارات ارحل يا حوثي سببت ارتباكا واضحا في وجوه الميليشيات وقد بدأت ما اسماها ” الحملة الثورية ” تؤتي ثمارها وقريبا سيحين الحصاد” بحسب علي.
قبل الانفجار
حائط آخر كبير الحجم في وسط العاصمة صنعاء مكتوب عليه ” متنا نحن ولم تمت أمريكا.. ارحل يا حوثي” وكل من راه يبتسم، يخبرك الطفل” ماجد” ان من كتب هذه العبارة ” رجال ضابح “، والغريب هو عدم قيام الحوثيين بطمس تلك العبارات وملاحقة كاتبيها والسبب بحسب ” عبدالله” هو أن الميليشيا تريد أن تظهر بمظهر القوي الذي لا يبالي بكتابة بعض العبارات المناهضة، في حين ان واقع وماضي جماعة الحوثي يظهر عكس ذلك، فهي الجماعة التي تعتقل وتخطف وتعتدي وتقتل اي معارض أو مواطن لمجرد كلمة قالها او منشور على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويمضي عبدالله قائلا :” لاشك ان الجماعة المدعومة من إيران لم تنم من ليلة الأحد بسبب ظهور وانتشار هذه العبارات ولكنهم يريدون إظهار عكس ذلك، لقد وصل الناس إلى مرحلة ما قبل الانفجار، واصبحت فيديوهات عبدالملك الحوثي وهو يتحدث عن ضرورة اسقاط الجرعة قبيل اجتياحه صنعاء، متداولة بشكل واسع بين السكان على سبيل السخرية، هذه بداية الطريق واولى خطوات الخلاص، ويبقى المستقبل بيد الله وحده ونسأل الله اللطف “.
مقدمات
وتعد الكتابة على الجدران من أبرز وسائل الاحتجاج والغضب الشعبي، فقد بدأت الثورة السورية في 2011 ببعض عبارات كتبت على الحائط في مدينة درعا، كما انتشر هذا النوع من الاحتجاج في فترة الستينات في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء فترة التمييز العنصري، وقد استخدم هذه الوسيلة الحوثيين أنفسهم كوسيلة للتمهيد للانقلاب الأسود في 21″سبتمبر 2014 .