السكري.. معرفة المخاطر الصحية سبيل للوقاية من “الجائحة المعاصرة”

قناة اليمن | الرياض

يعد “السكري” واحدًا من أسرع الأمراض المزمنة نموًا في العالم، إذ بلغ نسب وبائية في عدد من الدول. وبحسب الإتحاد الدولي لمرض السكري (International Diabetes Federation)، فإن 537 مليون شخص حول العالم مصاب بالسكري، وفي منطقة الشرق الأوسط يبلغ هذا العدد حوالي 73 مليون، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 135.7 مليون بحلول العام 2045.

وتؤكد الدكتورة أرشانا سادهو، طبيبة الغدد الصماء ومديرة برنامج مرض السكري في مستشفى هيوستن ميثوديست، التي أشرفت على علاج مئات المرضى من الشرق الاوسط ، “إن المفتاح الرئيسي للوقاية من مرض السكري تكمن في معرفة المخاطر الصحية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسكري”. ومن أبرز التحديات التي يواجهها مرضى السكري في المنطقة العربية، الحمية المتبعة التي تتألف بشكل كبير من النشويات واللحوم، فضلاً عن نمط الحياة اليومي وتناول الطعام في مواعيد غير منتظمة، غالبا ما تكون متأخرة وفي الليل، مما يؤدي إلى تفاوت مستويات السكر في الدم وعدم انتظامها ضمن المعدلات الطبيعية.

وبحسب د. سادهو، هناك أنواع مختلفة من مرض السكري ويمكن أن يؤدي كل منها إلى مضاعفات خطيرة وزيادة خطر الوفاة إذا لم تتم إدارتها بشكل مناسب. وتقول د. سادهو “حوالي 90٪ من مرضى السكري هم من النوع الثاني، و5-10٪ هم من النوع الأول، وكلاهما ذو مخاطر عالية. والفرق الأهم بين النوعين، هو أن السكري النوع الأول يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى حالة تهدد الحياة بشكل مباشر تسمى “الحماض الكيتوني السكري” التي تحصل بسبب الارتفاع الشديد في نسبة السكر وتراكم الأحماض في الدم، وغالبًا ما تكون “الأكثر خطورة” وفي معظم الأحيان قاتلة”.

وللوقاية من مخاطر وأثر السكري، تصر د. سادهو على أهمية اتباع حمية غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 150 دقيقة أسبوعياً كحد أدنى، والعمل على إنقاص 10٪ من الوزن للحد من المضاعفات الصحية المحتملة. وتنصح د.سادهو تجنب الأطعمة المقلية بالزيت والابتعاد عن المأكولات السريعة والمصنعة، وبتناول الوجبات المنزلية التي تحتوي على العدد المحدد من السعرات الحرارية المناسبة للجسم، والإكثار من الفاكهة والخضروات الطازجة، واللحوم الخالية من الدهون والأسماك، على شرط أن يتم إعدادها وطهيها باستخدام تقنيات طهي بسيطة مثل الشوي والطهي على البخار أو في الفرن، دون إضافات.

وأشارت د.سادهو إلى أهمية البرامج التوعوية حول مرض السكري والتنسيق المستمر مع الأخصائيين الصحيين للوقاية من السكري وأثاره على الأشخاص والمحيطين بهم. ونوهت بالبرامج التعليمية التي تنسقها هيوستن ميثوديست في اليوم العالمي للسكري الذي يصادف في 14 نوفمبر من كل عام، لنشر الوعي وتوفير الوسائل والمعلومات اللازمة لمواجهة “الجائحة المعاصرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى