الميليشيات الحوثية تغلق وتحوّل أكثر من 960 عيادة إسعافية إلى المحاكم

صنعاء – قناة اليمن

صعّدت ميليشيا الحوثي من استهدافها للقطاع الصحي في العاصمة المختطفة صنعاء، عبر تنفيذ حملات إغلاق واسعة طالت المئات من العيادات الإسعافية، وتحويل نحو 960 عيادة أخرى إلى النيابات والمحاكم التابعة لها، في خطوة وُصفت بأنها تعسفية وغير قانونية، وتنذر بكارثة صحية واسعة النطاق.

وبحسب مصادر طبية ونقابية، بدأت هذه الإجراءات منذ منتصف العام الجاري، حيث أغلقت الجماعة مئات العيادات بذريعة تنظيمية واهية، في وقت يعاني فيه اليمن من انهيار شبه كامل في البنية الصحية. وأكدت المصادر أن هذه الحملات تهدف إلى حرمان آلاف اليمنيين من خدمات العلاج الأساسية، مقابل فرض إتاوات مالية تُستخدم في تمويل أنشطة الجماعة العسكرية والطائفية.

اللجنة التحضيرية لنقابات العيادات الإسعافية والقِبالة أصدرت عدة بيانات اتهمت فيها قيادات حوثية، بينها مطهر المروني الذي ينتحل صفة مدير مكتب الصحة في صنعاء، بالضلوع في هذه الانتهاكات، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالقطاع الطبي وبالأسر المعتمدة عليه كمصدر رزق.

رئيس اللجنة، نضال العزب، وصف الإجراءات الحوثية بأنها تهدد النظام الصحي برمته، محذرًا من أن إحالة 960 عيادة إلى النيابات دون مبرر قانوني يضع الجماعة في موقع المسؤولية المباشرة عن أي كارثة صحية وإنسانية محتملة.

وأشار العزب إلى أن كثيرًا من العيادات تواجه عراقيل متعمدة، منها رفض إصدار التراخيص والابتزاز المالي المستمر، كاشفًا عن دراسة خيارات تصعيدية للدفاع عن حقوق منتسبي القطاع، في ظل استمرار هذه الممارسات التي تهدد بانهيار شبه كامل للنظام الصحي.

وتضم اللجنة التحضيرية نحو 70 عضوًا، وتمثل أكثر من 3 آلاف عيادة إسعافية، وتُعد الجهة النقابية الوحيدة المخوّلة بالدفاع عن حقوق المهن الطبية المساعدة. وتشير بياناتها إلى أن هذه الإجراءات حرمت أكثر من 13 ألف أسرة من مصدر رزقها، وتركت آلاف المرضى دون خدمات طبية أولية.

وتستند الجماعة إلى مادة تنظيمية مجمّدة من لائحة وزارة الصحة تعود لعام 2004، كمبرر لملاحقة الأطباء والكوادر الصحية، في ما وصفته اللجنة بأنه توجه انتقامي لإخضاع القطاع الصحي بالكامل لسلطتها.

وتؤكد المصادر النقابية أن مكاتب الصحة الحوثية نفذت أكثر من 62 حملة إغلاق وابتزاز بين يناير ويوليو الماضيين، طالت منشآت طبية في صنعاء وريفها، وسط غياب أي مسوغ قانوني، وتركزت أغلب الانتهاكات في المناطق الريفية، ضمن آلاف التعسفات اليومية التي تطال المنشآت الطبية الصغيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى